الحب يعود أحيانًا

مرت الأيام وكأن حياتها بأكملها قد توقفت عند هذا اليوم
حين قال لها أحمد حبيبها " لن أستطيع أن أفى بوعدى لكى " حتى هذا اليوم
لم تصدق أنه تخلى عن حبهم بسبب الظروف الماليه الصعبه التى تعرض لها لم يشأ أن
يجعلها تعانى معه تنهدت سما وقالت " لو تعود بى الأيام ليوم أعيشه بجوارك".


نهضت من فراشها رتبته ومشطت شعرها الأسود الطويل وتأملت
مظهرها فى المرأة كانت جميله المظهر والقلب تمتلك عينان عسليتان وبشرة خمرية
وتتميز بأبتسامه جميله ذات غمازتين بدلت ثيابها ونزلت إلى البهو.


وجدت عائلتها مجتمعه على الأفطار كانت عائلة صغيرة مكونة
من الأب "محمد" الذى ناهز الخمسين من عمره من كبار التجار والأم
"منى" ربة منزل فى مثل عمر الأب والأخ الاصغر "شادى" طالب
بكلية التجارة حيتهم بابتسامتها المعهودة وتناولت إفطارها ثم توجهت إلى عملها.


كانت أسرتها ميسورة الحال ولم تحتاج المال ولكنها شنت حربا
مع أبيها ليسمح لها بالعمل كان هدفها أن تخرج من جو البيت الذى لا يساعد على
النسيان وكيف تنسى سنوات عاشتها إلى جواره كالملكه المتوجه سنوات أعطاها فيها الحب
والاحترام والتقدير والحنان وكل ما تحتاجه كان هذا ما يدور فى بالها طوال طريقها
إلى عملها حتى إنها لم تلحظ تلك العينان التى تختطف النظرات إليها من بعيد.


وصلت إلى عملها حيت زملائها وذهبت إلى مكتبها انجزت
أعمالها المعتاده وفى حوالى الثانيه ظهرًا وقت الراحة جاءها عم سعيد بالقهوة
مشروبها المفضل وكالعادة تجمعت عندها زميلاتها هدى وسامية وأميرة وأخذن يثرثرن كُل
تحكى عن ما حدث فى حياتها أخذت سامية تحكى عن مشكلتها مع حماتها وهدى أخذت تحكى
بأستطراد عن أولادها وكيف أن الجيل الجديد "عفاريت" يصعب السيطرة عليهم
وفهم أفكارهم الغريبه أما أميرة فأخذت تتحدث برومانسيه عن خطيبها الجديد وأسلوبه
الراقى فى المعامله ظلت تستمع إليهم بعدم وعى لما يقولونه وهرب عقلها وتفكيرها مرة
أخرى إلى الماضى وتنبهت فجأة على صوت هاتفها


سما: ألو


فاطمة: وحشتينى


سما: فاطمة مش ممكن حمد الله عالسلامة


فاطمة: الله يسلمك


سما: رجعتى أمتى


فاطمة: امبارح بليل هشوفك أمتى


سما: انهرده أنا هخلص شغلى بعد ساعتين نتقابل فمكانا
المعتاد.


فاطمة: أكيد مبروك عالشغل وأحمد عامل ايه؟


سكتت سما للحظة لا تجد ما تقوله لها وأجابتها بصوت يملئه
الشجن


سما: لما أشوفك أبقى أحكيلك كل حاجه


فاطمة: ماشى ولو أن نبرة صوتك مش مريحانى


سما: متأخريش بقا


فاطمة: وانا أقدر


سما: سلام


فاطمة: سلام