ولد السيد العادي سنة 1901م وكانت درجاته الدراسية دون المتوسط وتزوج الآنسة وسيطة في سنة 1924م ورزق بطفل سماه العادي الأصغر وابنه سماها العادية قضى أربعين سنة في خدمة لا شأن لها وشغل عددا من المراكز التافهة .لم يجرب أبدا أي مخاطرة أو فرصة , وتعمد ألا يطور مواهبه , ولم يشترك مع أحد في شئ . كان شعاره المفضل ( لا دخل لي في هذا ! ابعد عن الشر وغن له ) عاش 60 سنة بدون هدف ولا رغبات ولا ثقة ولا عزم أو تصميم . كتبوا على قبره :
هنا يرقد
السيد /العادي
ولد سنة 1901م وتزوج سنة 1924م ودفن سنة 1961م
لم يحاول أبدا أن يفعل أي شئ
طلب من الحياة القليل
ودفعت الحياة ثمنه !
2-لا تقارن نفسك بالآخرين
هناك مثل يقول : ( من راقبَ الناس ماتَ هماً ) . ومراقبة الآخرين سرطان يمكن أن يلتهم حياتـــــــــك .
سيكون جل اهتمامك التركيز على الآخرين ثم تبدأ في التساؤل لماذا لا يكون لك مثل مراكزهم ورواتبهم وثرواتهم وشخصياتهم وما يستمتعون به من غنى وصحة وأبناء…الخ . لكنك لم تسأل نفسك :ماذا فعلوا ليستحقوا ما لديهم ؟ كم من الجهد والمشقة بذلوا ليحصلوا عليه ؟ كم من السنوات كافحوا وناضلوا ؟ هل نسيت أن الرزق من عند الله وحده وأنه يفعل ما يشاء , وأن الله لا يسأل عما يفـــــــــعل .
جاءني أحد الأخوة ذات يوم وسألني لماذا لا يحصل على الراتب نفسه الذي يحصل عليه الآخــرون .
قلت له : ( هل سألت نفسك لماذا لا تنتج مثل ما ينتج الآخــرون ؟ أنظر إلى كفــاءتـــهم و إنتاجيـتهم )
لقد تعلمنا من الإسلام :
1- في أمور الدنيا قارن نفسك بالفقير أو البائس أو المصاب وقل : الحمد لله الذي أعطاني أكثر مما أستحق .
2- في المعرفة والتقوى قارن نفسك بكبار العلماء والأولياء واحرص على أن تحقق المزيد واطلب العفو من الله .
تذكر أن ما تعرفه من عيوبك هو المؤكد , وما تظنه عن عيوب الآخرين ليس سوى شك . ومن السخف أن ينهمك الإنسان في المقارنات لأن ما لا نعرفه عن الآخرين أكثر بكثير من القليل الذي نعرفه , ولا تندهش عندما تكتشف بعد التحليل الموضوعي أنك في الواقع عبء على المؤسسة التي تعمل فيها , في حين أن معظم الآخرين من أرصدتها , وقبل أن تتساءل عما تفعله المؤسسة من أجلك اعرف ماذا تقدمه أنت لها .
3-عبر عن إعجابك بوضوح !
كان الرسول يجلس مع أصحابه عندما مر رجل . فقال أحد الصحابة : ( هذا رجل طيب وأنا أحبه ), وسأله الرسول أن كان قد أخبره بذلك فأجاب الصحابي بالنفي فأوعز له الرسول أن يذهب إلية ويخبره بأنة يحبه.
ونحن هذه الأيام ننتقد الآخرين بصوت مرتفع . لكن عندما يتعلق الأمر بأفعال طيبة تستحق المدح , نلزم الصمت . والرسول يعلمنا أن نعبر عن تقديرنا وعلينا أن نسمعه للآخرين بطريقة واضحة ولا شك أن الثناء على الله الذي هو أهل كل ثناء ضروري , لكن شكر الناس أيضا مطلوب ومفيد يقول الرسول عليه السلام : (( مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاس لَمْ يَشْكُرِ اللهِ )) .
ويبين لنا القرآن هذا بطريقة متميزة : (( وَإِذْ تَأَذّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)).
إن السبيل إلى المزيد من نعم الله أن نشكره , فلنمارس شكر الناس على ما يقدمونه لنا من معروف , ستكون مكافأتنا المزيد من الأعمال الطيبة منهم. إن التقدير هو الماء لشجرة الأعمال الطيبة لتحمل المزيد من الثمار.
وليتذكر الآباء أن الدم الصحي الذي يحتاج إليه أبناؤهم هو التقدير والتشجيع . لا تحرموهم منه , فقد يصابون بفقر الدم.
ولو أننا جربنا الإكثار من التعبير الواضح عن الإعجاب مع الإقلال من الانتقاد السلبي , فإن مجتمعنا سيغمره الحب والإبداع .
4- عبر عما تكرهه بالحسنى !
اعتدت في مكتبي أن أخاطب أحد الموظفين باسمه الأخير لمدة سنتين . وكان يكـــــــره ذلك ويقوله للناس ولم أعرف حتى أخبرني موظف آخر سرا وفي الحال غيرت طريقة مخاطبتي له . تشير هذه الحالة إلى عدة أخطاء :
1- لم يذكر لي شيئا عما يضايقه
2- تحدث للآخرين في ذلك
3- الذين عرفوا لم يخبروني
لماذا نسمح لمشكلة صغيرة أن تستمر في مضايقتنا إذا كنا نستطيع حلها في عشر ثوانـي .
إن الله سوف يحاسبنا إذا لم نعبر عن مشاعرنا وأفكارنا بصراحة وموضوعية .
5-لا تخلط بين الأمور الشخصية والعامة
نميل عادة إلى الخلط بين المشاعر الشخصية وأمور المؤسسات . ولهذا الخلط ضرر شديد على تأدية أعمالنا وعلاقتنا مع الناس . ولقد أصبحت النتيجة نمطا محددا : نبدأ كأخــــــوة وننتهي كأعــــــــــداء .
وللآسف فإن الأخوة المخلصين قد يتجنبون هذه الأيام التعامل بعضهم مع بعض لأنهم يخشون أن ينتهي الأمر بهم إلى العداوة .
ونحن عندما نخلط بين ما هو شخصي وما هو عام وخاص بالمؤسسة نفقد الاثنين معا . من تلك الممارسات أنة عندما يحتاج أحد الأقارب إلى مساعدة مالية فإننا نوظفه في المؤسسة حتى إن لم يكن يناسبها . وبهذا تصبح المؤسسة عاجزة وملجأ للعجزة والمتقاعدين .
إن لدى كل منا أهداف لابد من تحقيقها ويجب أن نتعلم الفصل بين شئون القلب وشئـــــون العقل.
وقد تختلف عقولنا على أمور كثيرة لكن قلوبنا يجب أن تظل متآلفة . يمكن أن نختلف لكن بدون أن نفقد الود بيننا وإذا أخطأ أحدهم في العمل فعلية أن يتوقع العقوبة وأن يسرة العدل وقد كان أحد رجال الأعمال الناجحين يعاقب أولاده بضعف العقوبة التي يفرضها على الآخرين
وقد ورد في القرآن الكريم أن عقوبة زوجات النبي مضاعفة :
(( يَا نِسَآءَ النَّبِيِ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اَلله يَسِيراً ))
ذلك هو أسلوب النبوة لا محاباة في الحق .
6- إعتدل في الصداقة والعداوة
يبادر الناس في حبهم أو كرههم لشخص أو مسألة . فعندما يحبون شخصا ما يصل بهم الأمر إلى الوقوع في أسر محبتهم له متناسين الموضوعية والعقل في تعاملهم معه وبالمثل هم إذا كرهوا شخصا ما يظنون أنه لا يصلح لشيء وقد علمنا رسول الله درسا في الاعتدال الموضوعي في كلا الحالين :
( أحْبِبْ حَبيبَكَ هَوْنًا مَا , عَسىَ أنْ يكُونَ بَغيضَك يَوْمًا مَا , وابْغِض بَغيضَكَ هَوْنًا مَا , عَسى أنْ يكُونَ حَبيبَكَ يَوْمًا مَا )
يا له من مبدأ بعيد النظر , وما أحوجنا إلية دائما .
7- كن أميناً و صادقاً مع رؤسائك
ذات يوم جاءني رئيس قسم يشكو حاجته لمزيد من الموظفين . قلت له إن لديه موظفين أكثر من حاجته وإنه يجب أن يستغني عن بعضهم , ثم سألته عن رأيه في أحد الموظفين فقال : (( إنه عديم الفائـدة -( أينما توجه لا يأت بخير )) فسألته لماذا لم يطالب نائب الرئيس بفصله ؟ فأجابني : ( أنت تعرف أنني لا أستطيع أن أقول ذلك لنائب الرئيس , لأنه يحابيه , لكنك تستطيع ذلك لمركزك العالي ) .
قلت له شارحا أن السبب في وصولي إلى هذا المركز العالي هو أنني أقول الحق دائما بغض النظر عن العلاقات الشخصية . لا تخشى الاختلاف مع الرؤساء وإنما كن دائما صادقا وموضوعيا , وسوف يساعدك الله في المضي قدما في حياتك من فلاح إلى فلاح .
8- أستشر الآخرين
إن الشورى هي منحة الله للعقل البشري المحدود فعن طريق الشورى يستفيد الفرد من الخبرة الجماعية لعدد من العقول . كثيرا ما تلوم نفسك على عدم استشارة الآخرين , لكنك لن تندم على أي قرار مارست فيه الشورى . حاول أن تطبق الشورى مع زوجك وأولادك وستندهش من الجزاء السخي الذي ستحصل علية . إن مزايا هذه الممارسات العائلية لا حصر لها .
ذلك أنهم يضيفون بعدا جديدا للمعلومات وعملية اتخاذ القرار .
9- اعرف مالك و ما عليك
غالبا ما نجد أخوين يظن كل منهما أنه قدم لأخيه الكثير وأنه لم يتلق منه شيء يذكر . والأسوأ من ذلك عندما نظن أن الآخرين مدينون لنا بالكثير ولا ندين لهم بشيء . وهذه أمور لا تستند إلي أساس . ذلك أن من طبيعة الناس أن يبالغوا فبما يعطونه للآخرين ويقللوا مما يأخذونه . وهذا السلوك يتمثل في القول المعروف : ( عندما أكون على صواب لا أحـــد يتذكــر ,وعندما أكــــون على خطأ لا أحد ينـسى )
وإذا أردنا أن نعرف بحق رصيد حساباتنا مع الآخرين علينا أن ندون على الورق ما لنا وما علينا بشكل موضوعي . ومعيارنا الصحيح في هذا هو الإسلام .
وعند تحديد ما لنا وما علينا , أو بمعنى آخر ما قدمنا وما أخذنا , يجب أن نستشير أهل المعرفة . إن كان في الإسلام قاعدة أو حكم ما فعلينا الإذعان لها .
مثلاً عند تقرير الميراث يجب أن نتبع الشريعة ولا نستسلم لرغباتنا ومشاعرنا . وهناك حكمة كبيرة في قول الشاعر :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا
11-فكـــــــــــــــــر
يستحيل ألا نفكر . لكن هناك أشياء كثيرة جداً في الحياة للتفكير فيها . والقرآن الكريم يدعونا إلى التفكير , ويجعل ذلك واجباً علينا . فيما نريدك أن تفكر ؟ فكر مثلاً في الكلمات والجمـــل المتكــــــــررة التي ننطق بها كل يوم . فكر في معانيها العظيمة كلما نطقتها . سوف تصبــح شخــصاً أفضــــــل.
فكر بعمق فيما يلي
الله أكبر سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى
أستغفر الله الحمد لله اهدنا الصراط المستقيم