من روائع الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة قصيدة بعنوان "لو أننا لم نفترق" نقرأ منها :لو اننا لم نفترقلو اننا ...لم نفترقلبقيت نجما في سمائك سارياوتركت عمرى في لهيبك يحترقلو اننى سافرت في قمم السحابوعدت نهرا في ربوعك ينطلقلكنها الاحلام تنثرنا سرابا في المدىوتظل سرا.. في الجوانح يختنقلو اننا .. لم نفترقكانت خطانا في ذهول تبتعدوتشدنا اشواقنافنعود نمسك بالطريق المرتعدتلقي بنا اللحظاتفي صخب الزحام كأنناجسد تناثر في جسدجسدان في جسد نسير .. وحولناكانت وجوه الناس تجرى كالرياحفلا نرى منهم احدمازلت اذكر عندما جاء الرحيلوصاح في عينى الأرقوتعثرت أنفاسنا بين الضلوعوعاد يشطرنا القلقورأيت عمرى في يديكرياح صيف عابثورماد أحلام .. وشيئا من ورقهذا أنا...عمرى ورقحلمى ورقطفل صغير في جحيم الموجحاصره الغرقضوء طريد في عيون الافقيطويه الشفقنجم اضاء الكون يوما ... واحترقلا تسألي العين الحزينهكيف أدمتها المقل؟!لا تسألى النجم البعيدبأي سر قد أفل؟!مهما توارى الحلم في عينىوأرقنى الأجلمازلت ألمح في رماد العمرشيئا من أملفغدا ستنبت في جبين الأفقنجمات جديدهوغدا ستورق في ليالي الحزنايام سعيدهوغدا أراك على المدىشمسا تضئ ظلام أياميوان كانت بعيدهلو اننا لم نفترقحملتك في ضجر الشوارع فرحتىوالخوف يلقينى على الطرقاتتتمايل الاحلام بين عيونناوتغيب في صمت اللقا نبضاتىوالليل سكير يعانق كأسهويطوف منتشيا على الحاناتوالضوء يسكب في العيون بريقهويهيم في خجل على الشرفاتماكنت اعرف والرحيل يشدناانى اودع مهجتى وحياتىماكان خوفي من وداع قد مضىبل كان خوفي من فراق آتلم يبقى شئ منذ كان وداعناغير الجراح تئن في كلماتىلو اننا ..لم نفترق